جراحة التجميل

للأسف، تعتبر الفكرة السائدة في مجتمعاتنا العربية عن جراحة تجميل الأنف قاصرة بشدة، حيث أن المعروف عن الجراحة هو أن هدفها الأهم، والوحيد في بعض الأحيان، تصغير حجم الأنف. مما يترتب عليه، بطبيعة الحال، التعامل مع جراحة تجميل الأنف باعتبارها رفاهية. على الرغم من أن جراحة تصغير حجم الأنف ما هي إلا أحد أبسط أنواع هذه الجراحات. والسؤال الآن هو، هل تُعد جراحة تجميل الأنف خيار يتم اللجوء إليه لتحسين المظهر، أم ضرورة طبّية لا بُد من إجراءها؟

في واقع الأمر، كلتا الإجابتين صحيحتين. فقد يتم اللجوء لعملية تجميل الأنف لأسباب عديدة، بعضها تجميلي بحت وبعضها الآخر طبّي لا مفر منه.

في هذا المقال نقدم لكم بعض المعلومات عن الجراحة.

ما هي جراحة تجميل الأنف؟
تعتبر هذه الجراحة إحدى الجراحات الأكثر شيوعًا في عالم الجراحات التجميلية. ومما لا شك فيه، أن ذلك يعود إلى تأثير الأنف على مظهر الوجه بأكمله، بسبب موقعه في مركز الوجه.
وفي بعض الحالات، يتم اللجوء لهذه الجراحة لتصحيح موضع الأنف لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل متنوعة في التنفس، مثل؛ إلتهاب الأنف المزمن، الحساسية، الشخير، ضيق في التنفس، وغيرها.

جراحة الأنف تعتمد في الغالب على تصحيح منصف الأنف، وهو الجزء العظمي الذي يقوم بتقسيم تجويف الأنف إلى قسمين منفردين، في حال كان هذا المنصف على مقربة أكثر لجدار الأنف من جهة واحدة، حيث سيزيد ذلك من صعوبة استنشاق الهواء في نفس هذه الجهة. كما يتم اللجوء لتجميل الأنف من أجل تصحيح العيوب الخلقية للحنك المشقوق أو الشفّة المشقوقة.

أهم الأسباب الشائعة لعملية تجميل الأنف:
كما ذكرنا، لا يتم القيام بهذه العملية لأغراض تجميلية بحتة فقط، وهذه قائمة بأهم الأسباب الشائعة لعملية تجميل الأنف والمشاكل التي يمكن لهذه العملية أن تعالجها:
1. تضيق فتحة الأنف التي تُعيق التنفس.
2. كسر الأنف.
3. مشاكل خلقية في تركيبة الأنف.
4. اتجاه ودرجة ميلان الأنف.
5. حجم الأنف.
6. اعوجاج عظمة الأنف.

من الجدير بالذكر أن حجم الذقن ينعكس على شكل الأنف. فإذا كانت لديك ذقن صغيرة قد يتحدث طبيبك معك عن إجراء جراحة لتكبير ذقنك، هذا لأن الذقن الصغيرة تخلق وهمًا بأن الأنف كبيرة.

من يمكنه خوض جراحة تجميل الأنف؟
لا يوجد عمر محدد لإجراء جراحة تجميل الأنف، ولكن إذا كان الغرض من الجراحة تجميليًا فقط، يُرجَّح الإنتظار إلى أن يكتمل نمو عظمة الأنف تمامًا بعد تجاوز فترة المراهقة.

ما هي المخاطر الممكن حدوثها بعد الخضوع لجراحة تجميل الأنف؟
كما هو الحال مع أي جراحة كبرى، تحمل جراحة تجميل الأنف نسبة حدوث مخاطر، منها:
1. النزيف
2. العدوى
3. صعوبة التنفس من الأنف
4. تنميل دائم في الأنف وحوله
5. احتمال ظهور الأنف بمظهر غير مستقيم
6. ألم أو انتفاخ دائم
7. تكوّن الندبات
8. ثقب في حاجز الأنف
9. الحاجة إلى جراحة إضافية مُكمِّلة

تعتمد نسبة حدوث هذه المخاطر على كفاءة وخبرة الطبيب المعالج ومدى إلتزام المريض بتعليمات طبيبه.

كيف تستعد لجراحة تجميل الأنف؟
قبل تحديد موعد عملية تجميل الأنف يجب عليك مقابلة الجراح الذي تتعامل معه لمناقشة نسبة نجاح الجراحة، نقاط الخطورة والخطوات التي يجب عليك إتباعها. عادةً تشمل هذه الجلسة:

1. السؤال عن تاريخك الطبّي: يعتبر السؤال الأكثر أهمية الذي سيطرحه جراحك عليك، هو السؤال عن دافعك للجراحة وتوقعاتك منها. كما سيطرح طبيبك أيضًا أسئلة عن تاريخك الطبّي، بما في ذلك تاريخ إنسداد الأنف والجراحات التي خضعت لها وأي عقاقير تتناولها. وما إذا كنت مصابًا باضطراب يجعلك غير مؤهل لعملية تجميل الأنف.
2. توقيع الكشف البدني: بالطبع سيجري طبيبك فحصًا بدنيًا شاملًا، بالإضافة إلى اختبارات معملية مثل فحوصات الدم، كما سيفحص سمات وجهك وداخل وخارج أنفك.
3. حساب التغيرات المتوقعة: من خلال الفحص البدني سيحدد طبيبك التغيرات التي تحتاج لإجرائها
وكيف ستؤثر السمات البدنية مثل سمك جلدك أو قوة الغضروف في نهاية أنفك على نتائج الجراحة.
4. التقاط الصور: سيقوم جراحك أو مساعده بأخذ صور لأنفك ووجهك من زوايا متعددة، حيث قد
يستخدمها الجراح من خلال برنامج حاسوب لتعديل الصور لعرض النتائج المتوقعة عليك. كما
سيستخدمها لتقييم الوضع قبل وبعد الجراحة، حيث ستصبح مرجعًا أثناء الجراحة وللمراجعات على
المدى البعيد.

مناقشة توقعاتك: 
بعد الإطلاع على الصور المُعدلة من خلال برنامج الحاسوب، يجب أن تتحدث أنت
وجراحك عن توقعاتك، ومن جهته، سيوضح هو لك ما الذي يمكن لعملية تجميل الأنف فعله وما لا
يمكنها فعله لك، وماذا يمكن للنتائج أن تكون عليه بشكل عام.

إجراءات بعد جراحة تجميل الأنف:
بعد إجراء الجراحة وخصوصًا في خلال أول 24 ساعة، قد يتورم وجهك، خاصًة منطقة الأنف، وفي بعض الحالات قد تظهر كدمات تحت العيون. ولكن اطمئن، معظم هذه الأعراض ستختفي في غضون 2-3 أسابيع.

كما ينبغي على المريض أن يمكث في المشفى لمدة يوم واحد فقط، إذا لم يقرر الطبيب زيادة المدة، ويتم إخراج السدادات القطنية من الأنف في يوم الجراحة نفسه أو بعد يوم أو يومين من الجراحة، ويتم إزالة الجبس بعد أسبوع على أقصى تقدير.

ومن المتوقع أن يعاني المريض من الصداع في الأيام الأولى بعد الجراحة، لذا يمكنه استعمال مسكنات الألم حسب إرشادات الطبيب.

التعافي من جراحة تجميل الأنف:
يستغرق التماثل للشفاء من الجراحة بشكل تام من 10 أيام وحتى 14 يوم، ويجب خلال هذه المدة الامتناع عن القيام بالنشاط المضني أو فرك الأنف أو تعريضه للصدمات.
كما يوصى بالامتناع عن التعرض الزائد لأشعة الشمس لمدة 3 أشهر، ولا يجوز وضع النظارات، باستثناء حالات الضرورة، لفترة شهر.